المنتقى من أبيات واحة الشعر العربي
يقول جرير : "إن العيون التي في طَرْفِها حَوَرٌ *** قَتَلْنَنا ثم لم يحيين قتلانا" و يقول المتنبي : "يا أعدلَ الناس إلا في معاملتي *** فيكَ الخصامُ و أنت الخصمُ و الحكمُ" و يقول الإمام الشافعي : "دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ *** و طِب نفسا إذا حكمَ القضاءُ". أبيات رائعة، أليس كذلك؟
من منا لا يحب سماع الشعر العربي (خاصة أشعار الشعراء القدامى) و من منا لا يود حفظ المزيد من أبياته و الإستشهاد بها عند الحاجة؟
لكن لنكن صريحين، أحيانا نجد صعوبة في فهم بعض الأشعار التي تحتوي على مفردات لم تعد متداولة في عصرنا هذا، و أحيانا لا نملك الوقت و الحماس الكافي لقراءة قصيدة كاملة و فهم معانيها ثم حفظها، خاصة في هذا الزمن الذي صرنا نعاني فيه من كثرة المشاغل و الفتن و ضيق الوقت بشكل رهيب
كوني محبا للغة العربية و الشعر العربي منذ صغري فلطالما رغبت في تقديم عمل يكون إضافة حقيقية و ليس تكرارا مملا لما أنتج سابقا
فكرت في الأمر مليا ثم قلت لنفسي : "لماذا لا أختار أبياتا معينة (في حدود 4 إلى 5 أبيات) تمتاز بالجمالية و سلاسة الألفاظ ثم أقوم بشرح مفرداتها و معانيها؟ هذا سيسهل علي بالتأكيد حفظ تلك الأبيات!". إن لم أحفظ قصيدة كاملة، فلأحفظ بعضا من أبياتها، فما لا يؤخذ كله لا يترك جله
في هذا الإطار، أسست صيف سنة 2024 مدونة "واحة الشعر العربي" التي جمعت فيها عددا من الأبيات التي أحب لشعراء أفذاذ من مختلف العصور و حرصت على تصنيفها حسب المواضيع رغبة مني في تقريب الشعر العربي و تحبيبه و تيسير فهمه لأكبر شريحة ممكنة
يأتي هذا الكتاب مواكبة للمدونة، وقد جمعت فيه بعضا من أشعارها مع بعض الإضافات التي اختص بها مع الحرص على إبقاء حجمه متوسطا تفاديا للإطناب و تشجيعا على قراءته كاملا
حرصت أن يكون محتوى الكتاب سلسا و سهل الإستيعاب و قد صنفته وفق المنهجية التالية
الموضوع (كالشجاعة، الكرم، الإباء...)
الأبيات التي تدور حول ذلك الموضوع بالإضافة إلى نبذة عن الشاعر
شرح المفردات الصعبة و شرح الأبيات
و اتبعت هذه المنهجية في الكتاب كله : الموضوع --> الأبيات و نبذة عن الشاعر --> الشروحات
لقد ساعدني هذا الكتاب على حفظ المزيد من الأبيات الشعرية المتميزة بل و جدد في وجداني حبي للشعر العربي و تعلقي به. أتمنى أن يكون له نفس الصدى و القبول في وجدان القارئ
أسأل الله أن يكون هذا العمل موفقا و أن انتفع به في الدارين